بحث في الموقع

السبت، 24 أكتوبر 2015

عمان في سجل الدهر

من كتاب وحي العبقرية للأديب الشيخ عبد الله بن علي الخليلي
قف على العالم حول الواقفين * وتأمله بعين المبصرين
وتدبر في مرائيه ترى * قدرة البارئ خير الخالقين
وأصخ تسمع على أرجائه * أنة البؤس ولحن المطربين
وأعره أذن واع تلقه * صاخباً فيه حداء وحنين
ثم سجل رمزه في صحف * من صحاف الدهر بالتبر الثمين
ثم حلله بفكر ثاقب * تجد التاريخ بالحق مدين
تجد التاريخ عنوان القضا * في سجل الدهر منذ الأولين
يا له كم قام فينا كاتبا * يملأ الأوراق بالحق المبين
يملأ الأوراق صيتا وثنا * وعمان الأم خير الكاتبين
عمان في الجاهلية
يا له لما رأى مصقلة (1) * وابنه فوق رقاب الخاطبين
لهما العذراء في إسلامنا * والعجوز الفرد بين الجاهلين
ونكبنا الفرس عن أفيائنا * وعلى العرش ابن (2) دارا لا يدين
فجلوناهم وفينا مالك (3) * سيد الأزد ورأس الفاتحين
__________________________________________
(1) هو مصقلة بن الرقية , أخطب الناس قائما وقاعدا , وهو صاحب الخطبة المعروفة بالعجوز في الجاهلية , وابنه كرب بن مصقلة صاحب الخطبة المعروف بالعذراء في الإسلام .
(2) دارا لقب ملوك الفرس قبل الأكاسرة .
(3) هو مالك بن فهم الذي جاء إلى عُمان إثر سيل العرم الذي اجتاح سد مأرب , وقيل كان خروجه قبل انبثاق السد الذي يروى أنه انبثق في سنة 230 بعد الميلاد , فانضم مالك إلى اخوانه من العرب بعمان , واستطاع إجلاء الفرس عنها , واستولى على أزمة الحكم 70 عاما , وأصابه ابنه سليمة برمية خطأ , وذلك أثناء عسه ليلاً على نقط الجيش , فأبصر ابنه سليمة شبحا مقبلا نحو . نقطة , فرماه , فكانت سبب موته , فقال في ذلك شعرا:
أعلمه الرماية كل يوم * فلما أشتد ساعده رماني
فخاف سليمة بعد قتله أباه أن يقتله أخوته , فهرب إلى كرمان من فارس
وملأنا الأرض بيضاً وقنا * وجياداً وعلى البحر سفين
فصفا الجو لنا عن قدرة * وخذا البحر لنا بالماخرين
واقـتحمنا حصن (1) كرمان على * ملكه إذ عاث بالبغي سنين
فـقتلناه وسسنا ملكه * وأتى الناس بنا مستبشرين
وسليم البطل الكرار من * أحكم الخطة عن عزم متين
فلبثنا ما لبثنا فيهم * سادة لم نحتكم مستكبرين
وزجرنا طائر اليمن فلم * يتشاءم دائلا في آخرين
هكذا كنا على جهلائنا * وعلى الإسلام أقوى أن ندين
عمان في بدء الإسلام
إذ وفدنا قبل أن تبلغنا * دعوة المختار خير المرسلين (2)
فقرانا (3) الدين شهداً خالصا * فوردناه هياماً أجمعين
فلنا الفضل الذي قام به * مازن الطائي سعياً لا يلين
ترك الأوطان لله إلى * أن أتى أحمد والشوق خدين
فأطل الدين من مطلعه * بحمانا فغدونا مسلمين
_______________________________________________
(1) في هذا البيت والأبيات التي تليه إشارة إلى قصة سليمة بن مالك لما هرب من عمان خوفا من إخوته إلى كرمان , وكان لكرمان ملك تزف العروس إليه قبل أن تزف إلى زوجها . والناس في حقد من ذلك , فاتفق سليمة مع القوم , أنه هو الذي يزف عن العروس التي هيئت للزوج , فإن قتل الملك كان الملك له من بعده , فكان له النصر عليه , فاستولى على الحكم .
(2) الإشارة في هذا البيت والأربعة الأبيات بعده إلى وفادة مازن بن غضوبة الطائي من سمايل عمان الذي وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشرف بالإسلام والصحبة , وعاد فنشر الإسلام بعمان فانتشر وعلى الأخص بسمايل وما حولها .
(3) فقرانا : من القرى وهو ما يقدم للضيفان .

 يتبع بإذن الله
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق